الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب: تقنية Muse وإمكانياتها من ماكروسوفت مالكة لاجهزة العاب الاكسبوكس

0

 


كلاعب شغوف طوال حياتي، دائمًا ما أكون مفتونًا بتقاطع التكنولوجيا والإبداع في ألعاب الفيديو. فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المطورين على تحقيق أفكارهم بكفاءة أكبر هي مثيرة وفي نفس الوقت قليلاً مخيفة. تقنية Muse من مايكروسوفت تبدو في صميم هذا التحول، وتعد بإعادة تعريف كيفية صنع الألعاب وتجربة اللاعبين. في هذا المقال، سنستكشف ما هي Muse، كيف تعمل، وما الذي يمكن أن تقدمه لصناعة الألعاب.

ما هي تقنية Muse؟

تقنية Muse هي نموذج ذكاء اصطناعي توليدي أُطلقته مايكروسوفت في فبراير 2025 بالتعاون مع استوديو Ninja Theory التابع لـ Xbox. يُعرف هذا النموذج باسم WHAM (اختصار لـ World and Human Action Model)، وهو مصمم خصيصًا لتوليد أفكار اللعب (gameplay ideation)، ومشاهد الألعاب، وإجراءات التحكم. تم تدريبه على بيانات مستمدة من لعبة Bleeding Edge، وهي لعبة معركة متعددة اللاعبين أُطلقت في عام 2020، حيث شملت بيانات التدريب أكثر من مليار صورة بدقة 300×180 بكسل، تعادل حوالي 7 سنوات من اللعب البشري المستمر. يمكن لـ Muse توليد تسلسلات لعب معقدة تصل مدتها إلى دقيقتين، بدءًا من 10 إطارات أولية (ثانية واحدة) من اللعب البشري وإجراءات التحكم.

كيف تعمل Muse؟

تعمل Muse بطريقة تشبه عمل مخرج سينمائي يرسم أفكارًا أولية ثم يوسعها. حيث تأخذ Muse جزءًا صغيرًا من اللعب (ثانية واحدة) مع إجراءات التحكم، ثم تُنشئ ما يمكن أن يحدث بعد ذلك، مما ينتج تسلسلات تبدو وكأنها جزء من اللعبة الأصلية. تعتمد Muse على فهم متطور لديناميكيات العالم ثلاثي الأبعاد في الألعاب، بما يشمل قوانين الفيزياء والتفاعلات مع إجراءات التحكم. يُطلق على هذه العملية اسم "وضع النموذج العالمي"، حيث تنتج تسلسلات متسقة ومتنوعة تتماشى مع سياق اللعبة.

من يستفيد من Muse؟

المطورون:

بتقديم أدوات لتوليد أفكار اللعب وإجراءات التحكم، يمكن لـ Muse تبسيط العملية الإبداعية وتقليل تكاليف التطوير وأوقاتها. مما يُتيح للاستوديوهات الصغيرة والمطورين الفرديين إمكانية إنشاء مشاريع طموحة دون الحاجة إلى فرق كبيرة.

اللاعبون:

توفر Muse تجارب لعب جديدة ومبتكرة تُعزز من تجربة الألعاب بشكل عام.

  • الحفظ الرقمي:
  • لدى Muse القدرة على تحديث الألعاب الكلاسيكية لتشغيلها على الأجهزة الحديثة، مما يُعيد إحياء عناوين قديمة مثل ألعاب Xbox.

التعاون والتطوير

تم تطوير Muse نتيجة لتعاون وثيق بين فرق متعددة داخل مايكروسوفت مثل Game Intelligence وTeachable AI Experiences (Tai X)، بالإضافة إلى استوديو Ninja Theory في كامبريدج. تم جمع بيانات Bleeding Edge بطريقة أخلاقية وفقًا لاتفاقية الاستخدام (EULA)، واستُخدمت حصريًا لأغراض البحث والتطوير. كما يمكن الوصول إلى الأوزان والبيانات النموذجية عبر منصة Azure AI Foundry.

تقييم أداء Muse

يُقيم أداء Muse باستخدام ثلاثة معايير رئيسية:

الاتساق (consistency):
  • مدى تطابق التسلسلات المولدة مع السياق الأصلي.
التنوع (diversity):
  • القدرة على إنتاج محتوى متنوع وغير متكرر.

  • الاستمرارية (persistency):
  • الحفاظ على جودة التوليد على مدى زمني طويل.

استُخدمت مقاييس مثل FVD (Fréchet Video Distance) ومسافة Wasserstein لتقييم التنوع والجودة، مع وجود نموذجين رئيسيين: WHAM-1.6B (النسخة الحالية) وWHAM-206M (النسخة السابقة التي ركزت على الاتساق).

الأدوات والتفاعل

توفر أداة WHAM Demonstrator واجهة بصرية تفاعلية تتيح للمستخدمين تجربة Muse عن طريق تحميل إشارات بصرية (مثل صورة ترويجية لـ Bleeding Edge) وتعديلها باستخدام متحكم اللعب.

ردود الفعل والتحديات

تباينت آراء الجمهور حول Muse؛ حيث أشاد البعض بإمكانياتها بينما عبر آخرون عن شكوكهم بشأن فعاليتها العملية، خصوصًا في مجال الحفظ الرقمي. فقد ذكرت Eurogamer أن Muse ليست مُخصصة لخلق ألعاب جديدة، بينما وصفتها Newsweek بأنها "مثيرة للإعجاب ولكن محيّرة". كما توجد مخاوف من أن الإصدارات المولدة بالذكاء الاصطناعي قد لا تلتقط جوهر اللعبة الأصلية، مما يثير تساؤلات حول الأصالة.

الاتجاهات المستقبلية

تتجه الأعمال المستقبلية نحو دراسة قوانين التوسع (scaling laws) لتحسين أداء النموذج، مع زيادة دقة الصور من 128×128 بكسل إلى 300×180 بكسل، وتوسيع التدريب ليشمل جميع خرائط Bleeding Edge السبع، وفقًا لما وثقته Microsoft Research.

جدول تفصيلي لتفاصيل Muse

الجزءالتفاصيل
الاسم والغرضMuse (WHAM)، لتوليد أفكار اللعب ومشاهد الألعاب وإجراءات التحكم.
النشرنُشر في Nature: Nature.
فرق التطويرGame Intelligence، Teachable AI Experiences، Ninja Theory (Xbox): Ninja Theory.
المصادر المفتوحةالأوزان والبيانات على Azure AI Foundry للبحث.
بيانات التدريبتدريب على Bleeding Edge، أكثر من مليار صورة، 7 سنوات لعب مستمر، 300×180 بكسل.
النماذجWHAM-1.6B (حالي)، WHAM-206M (سابق).
التقييمالاتساق، التنوع، الاستمرارية، باستخدام FVD وWasserstein distance.
أمثلة التوليدتسلسلات لعب تصل إلى 2 دقيقة، بدءًا من 10 إطارات (ثانية واحدة).
التدريبتوسع إلى 100 GPU على V100، ثم H100s، تحسينات عند 10k، 100k، 1M تحديثات.
التفاعلWHAM Demonstrator لتحميل الإشارات وتعديلها عبر المتحكم.
الاستخدامات الإبداعيةدعم صانعي الألعاب، تطوير مع دخل من خلفيات غير ممثلة.
قوانين التوسعبحث تابع: Scaling Laws.
التحسيناتمن 128×128 بكسل إلى 300×180 بكسل، جميع خرائط Bleeding Edge السبع.
المراجع الرئيسية

الخاتمة وجهة النظر 

تقنية Muse من مايكروسوفت تُعد خطوة كبيرة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب، مع إمكانيات هائلة لدعم المبدعين وتحسين تجارب اللاعبين. كلاعب، فكرة إمكانية لعب الألعاب الكلاسيكية على أي جهاز حديث جذابة، لكن الحفاظ على الأصالة في التجربة الأصلية يُعد تحديًا كبيرًا. مع استمرار التطور، سيكون من المثير مشاهدة كيف ستُشكل Muse مستقبل الألعاب، وأتمنى أن تُستخدم لتعزيز الإبداع البشري لا استبداله.



إرسال تعليق

0 تعليقات
* تتم مراجعة جميع التعليقات من قبل المسؤول.
إرسال تعليق (0)